الرسالة التدمرية لابن تيمية رحمه الله جامعة لأبواب مهمة، وقواعد عظيمة في تحقيق أصلين كبيرين من أصول الدين والاعتقاد، وهم: الأسماء والصفات، ولشرع والقدر. ولذا لقبت هذه الرسالة ب(تحقيق الإثبات للأسماء واصفات، وبيان حقيقة الجمع بين القدر والشرع) وعالجت هذه الرسالة انحرافين كبيرين قد تلبس بهما طوائف كثيرة وهما: تعطيل الأسماء والصفات والشرك والضلال في باب الشرع القدر، فإن تعطل الصفات الإلهية يستلزم تعطيل ذات الرب سبحانه, وإضافة إلى أن التعطيل في الصفات يلازمه الشرك في العبادات، كما هو مبين في موضعه. زأما الضلال في القدر فقد بين المؤلف شناعة ذلك فقا:( إن الخوض في القدر أصل كل شبهة في العالم).

ثم إ التدمرية استوعبت بالجلمة الرد على أهل المسالك لزائغة في الاعتقاد كالفلاسفة أهل التخييل والمكتملة أرباب التأويل الفاسد، والمفوضة أصحابالتجهيل والتضليل، كما تضمنت مدافعة لأهم شبهات المتكلمين وشكوكهم وشطحات الصوفية وضلالهم. وقد ساق أبو العباس ابن تيمية رحمه الله هذه القواعد والردود والأصول بترتيب بديع، وتبويب جيد وتقرير وجيز.