شرح حصن المسلم

ومما يحتويه هذا الكتاب فمما لا شك فيه ولا ريب أن ذكر الله تعالى من أشرف العبادات التي يتقرب العبد إلى خالقه ومولاه ومن تمام فضله وجميل إحسانه ان الله عز وجل رتب على ذكره أجوراً عظيمة ودرجات في الجنة رفيعة مع كون الذكر من أيسر العبادات فإنه يطيقه الصحيح والمريض والكبير والصغير وذلك لأنه باللسان. وقد رغب الله في ذكره وحث عليه ومدح فاعليه في مواطن كثيرة من كتاب الله ، وفي المقابل حذر الله من الغفله عن ذكره تبارك وتعالى، ومن تمام عدله أن جعل الجزاء من جنس العمل , ومن اعرض عن ذكر ربه لازمه إبليس عدو الله-عليه لعنة الله- ملازمة الظل لصاحبة ولا يزال معه بإلقاء الشبهات والشهوات حتى يكون معه في جهنم